عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات السهام الاسلاميه
منتديات السهام الاسلاميه
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات السهام الاسلاميه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
لماذا أحل الله سبحانه وتعالى الطلاق؟ ولماذا جعله أبغض الحلال؟
القرضاوي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد، من قواعد هذا الإسلام أنه شرع الطلاق، ليس من الضروري أن ينجح كل زواج، قد يتزوج الإنسان وقد يظن أن هذا الزواج قد ينجح ويوفق، ولكن يتبين عكس ذلك، قد يكون هناك خلاف في الطبائع أو العادات أو التقاليد أو الطبائع أو المفاهيم، أو قد تدخل منغصات شتى على الحياة الزوجية فتحيلها لجحيم لا يطاق، إذا لم يشرع الطلاق في هذه الحالة ستكون النتيجة أن يعيش الإنسان مع من يكره، ويكبت غيظه، وهذه ليست حياة، قد يستمر ذلك لسنة أو اثنتان ولكن من المستحيل أن يستمر طول العمر. قد قال حكيم قديماً (إن من أعظم البلايا مصاحبة من لايوافقك ولا يفارقك)، وعبر عن ذلك الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي وقال
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد.
وهذا ما فعلته بعض الأديان والمذاهب، فالمسيحية ترى أن الطلاق لا يجوز وأن الزواج عشرة دائمة، وبعض الأناجيل يجيز الطلاق لعلة الزنا، إذا ثبت على المرأة، وقال بعض المسيحيين أن المرأة أحيانا لكي تتخلص من زواجها تتهم نفسها بالزنا، وبعضهم لا يجيز حتى لعلة الزنا، والحكمة في هذا التحريم كما علله البعض (ما ورد في الأناجيل) أن ما جمعه الله لا يفرقه الإنسان، لكن هذا ليس مقبولا، فما معنى أن يقبله الله؟ أي أذن الله فيه بأمره وشرعه وليس الإنسان هو الذي يفرق، الله هو الذي يفرق، الذي أذن بالزواج هو الذي أذن بالطلاق، ومن هنا الإنسان ليس هو الجامع وليس هو المفرق. وكان الإسلام واقعيا حينما شرع الطلاق، صحيح أنه لم يشرعه لأول مشكلة أو أول نفره كلا، قال: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) فالإنسان يجاهد نفسه ويحاول قدر الإمكان، وإن لم يكن وفاق ففراق (وإن يتفرقا يغن الله كل من سعته، وكان الله واسعاً حكيماً). فأشبه عملية الطلاق بالعملية الجراحية، فالإنسان إن شعر بألم في جسمه لا نسارع بإجراء العملية الجراحية، إنما نحاول علاجها بالحمية أو الأدوية، فإن لم يشف واحتاج لعملية جراحية حينئذ تجرى له، كما قال الشاعر قديماً:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركب فما حيلة المضطر إلا ركوبها
هل هناك ضوابط وشروط وضعها الإسلام، أم جعل الطلاق مطلقا من أراد أن يطلق فليطلق؟
القرضاوي: من أراد أن يطلق فليطلق، فنقاضي الضمير أولاً حيث لا يجوز الشروع إليه بسرعة، فالله لا يحب هذا (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) فإنه أعطاه رخصة للطلاق عند الضرورة، فلا ينبغي للإنسان أن يتزّيد من هذه الرخصة أو يضعها في غير موضعها. لذلك القول الصحيح أن الأصل في الطلاق هو الحظر (وإن كان البعض يقول أن الأصل في الطلاق هو الإباحة) لكني مع من قالوا أن الأصل فيه هو الحظر، وإنما أبيح لحاجة وضرورة أو دفع ما هو أشد منه، فهو ارتكاب أخف الضررين وأهون الشرين، الطلاق شر والبقاء في عشرة غير مجدية وغير محببة ضرر أكبر وأطول. فهو ليس حلاً على الإطلاق، فإن الله عز وجل جعل التفريق بين المرء وزوجه من عمل السحرة الكفرة يقول تعالى: (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) فهذا يعتبر من الكبائر وجاء في الحديث، أن إبليس - لعنه الله - يجمع جنوده ويسألهم كل يوم عن حصيلة المكايد الشيطانية، فيقول أحدهم ظللت وراءه حتى شرب الخمر، فيقول يوشك أن يتوب ويتركه، ويقول آخر ظللت وراءه حتى لعب القمار، فيقول يوشك أن يتوب ويتركه، وآخر يقول ظللت وراءه حتى طلق امرأته، فيقول له أنت أنت ويضع على رأسه التاج. لأن وراء هذا آثار كبيرة وخطيرة وانهيار وتفكك وتشرد أسرة. من أجل هذا لا ينبغي للمسلم أن يلجأ للطلاق إلا مضطراً، فإن اضطر فهذا حكم الله.
هناك أسلوبان للطلاق، الطلاق السني والطلاق البدعي، هلا عرفتنا الفرق بينهما؟
القرضاوي: الطلاق البدعي أن يطلق امرأته في حيض أو في طهر مسها فيه، ليس واقعاً على منهج السنة كما شرع الله ورسوله، الطلاق السني أن يطلقها فتستقبل العدة فيكون بعد أن حاضت وطهرت ولم يمسها لأنه ربما لو مسها تحمل منه وهو لا يدري، فإما أن تكون طاهراً، أو تكون حاملاً مستبيناً حملها، في هذه الحالة تكون نفسه أهدى، لأنه في تلك الفترة تكون فيها المرأة أكثر عصبية، ولعل حرمانه في هذه الفترة يؤثر على قراره، فلابد أن يصبر أن تنتهي هذه الفترة. لو حدث أن طلقها وهي حائض أو في طهر مسها فيه ما الحكم؟ جمهور الفقهاء يقول بوقوع الطلاق البدعي رغم حرمته، لكنهم يقولون الحرمة شيء والوقوع شيء آخر، هو حرام ولكنه يقع، هناك مذهب بعض السلف الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، اختاروا مذهب أن الطلاق البدعي لا يقع، قالوا أن هذا طلاق لم يشرعه الله ورسوله ولم يوقعه (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وابن القيم استدل بالحديث الذي رواه أبو داود عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض فردها الرسول ولم يرها شيئاً.