عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات السهام الاسلاميه
منتديات السهام الاسلاميه
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات السهام الاسلاميه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد....
قال تعالى: { وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [البقرة: 225]، وقال تعالى: { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [البقرة: 235]، وقال تعالى: { وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ } [البقرة: 263]، وقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [آل عمران: 155]، وقال تعالى: { وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ } [النساء: 12]، وقال تعالى: { وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [المائدة: 101]، وقال تعالى: { وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ } [الحج: 59]، وقال تعالى: { وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } [التغابن: 17].
قال الإمام الطبري رحمه الله: " وقوله " حَلِيمٌ " يعني: أنه ذو أناة لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم ". أ. هـ. " تفسير الطبري " (2/528).
وقال في موضع آخر: " وقوله { إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } يقول تعالى ذكره: إن الله كان حليماً عمن أشرك وكفر به من خلقه في تركه تعجيل عذابه له ". أ. هـ. " تفسير الطبري " (22/145)
من ثمرات الإيمان باسم الله " الحليم ":
1) إثبات صفة " الحلم " لله عز وجل، وهو: الصفح عن العصاة من العباد، وتأجيل عقوبتهم رجاء توبتهم عن معاصيهم.
2) وحلم الله سبحانه عن عباده وتركه المعاجلة لهم بالعقوبة من صفات كمال سبحانه وتعالى، فحلمه ليس لعجزه عنهم، وإنما هو صفح وعفو عنهم أو إمهال لهم مع القدرة؛ فإن الله لا يعجزه شيء.
وحلمه عن خلقه ليس لحاجته إليهم؛ إذ هو سبحانه وتعالى يحلم عنهم ويصفح ويغفر مع استغنائه عنهم, قال سبحانه وتعالى { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [البقرة: 235].
3) حلم الله عظيم, يتجلى في صبره سبحانه على خلقه, والصبر داخل تحت الحلم؛ إذ كل حليم صابر، وقد جاء في السنة وصف الله عز وجل بالصبر.
قال الحليمي في معنى " الحليم ": إنه الذي لا يحبس إنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، ولكنه يرزق العاصي كما يرزق المطيع، ويبقيه وهو منهمك في معاصيه كما يبقي البر التقي، وقد يقيه الآفات والبلايا وهو غافل لا يذكره فضلاً عن أن يدعوه كما يقيها الناسك الذي يسأله وربما شغلته العبادة عن المسألة ". " الأسماء والصفات " للبيهقي (1/97)
وقد أخبر تعالى عن تأخيره لعقاب من أذنب من عباده في الدنيا, وأنه لو كان يؤاخذهم بذنوبهم أولاً بأول لما بقي على ظهر الأرض أحد.
قال الإمام الطبري رحمه الله: " يقول تعالى ذكره: ولو يؤاخذ الله عصاة بني آدم بمعاصيهم " مَا تَرَكَ عَلَيْهَا " يعني: على الأرض من دابة تدب عليها.
" وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ " يقول: ولكن بحلمه يؤخر هؤلاء الظلمة فلا يعاجلهم بالعقوبة " إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى " يقول: إلى وقتهم الذي وقت لهم.
" فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ " يقول: فإذا جاء الوقت الذي وقت لهلاكهم " لَا يَسْتَأْخِرُونَ " عن الهلاك " سَاعَةً " فيمهلون " وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ " له حتى يستوفوا آجالهم ". أ. هـ. " تفسير الطبري " (14/125)
فتأخير العذاب عنهم إنما هو رحمة بهم، ولكن الناس يغترون بالإمهال فلا تستشعر قلوبهم رحمة الله وحكمته حتى يأخذهم سبحانه بعدله وقوته عند ما يأتي أجلهم الذي ضرب لهم.
ومن العجب: أن يريد الله للناس الرحمة والإمهال ويرفض الجهال منهم والأجلاف تلك الرحمة وذلك الإمهال حين يسألون الله أن يعجل لهم العذاب والنقمة !!.
قال تعالى: { وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [يونس: 11]، وقال تعالى: { وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ } [ص: 16]، وقال عن كفار مكة: { وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال: 32]، وأمثال ذلك مما وقع من المسرفين السفهاء.
4) يجوز إطلاق صفة الحلم على الخالق, فقد وصف الله عز وجل أنبياءه بذلك, قال عز من قائل: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة: 114]، وقال تعالى: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ } [هود: 75]، وقال حكاية عن قوم شعيب عليه السلام: { إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ } [هود: 87]، وقال تعالى: { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } [الصافات: 101]، يعنى بذلك: إسحاق عليه السلام.
والحلم من الخصال العظيمة التي يريد الله من عباده أن يتخلقوا بها, وهي خصلة يحبها الله ورسوله كما في حديث أشج عبد القيس، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: " إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ ". رواه مسلم
فمن الواجب على من عرف أن ربه حليم على من عصاه أن يحلم هو على من خالف أمره, فذاك به أولى حتى يكون حليماً فينال من هذا الوصف بمقدار ما يكسر سورة غضبه، ويرفع الانتقام عن من أساء إليه بل يتعود الصفح حتى يعود الحلم له سجية.
وكما يجب أن يحلم عنك مالكك, فاحلم أنت عمن تملك؛ لأنك متعبد بالحلم مثاب عليه؛ قال الله تعالى: { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [الشورى: 40]، وقال: { وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } [الشورى: 43].
هذا، وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.