عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات السهام الاسلاميه
منتديات السهام الاسلاميه
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات السهام الاسلاميه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
حينما أحصي اختلافاتي مع من حولي تقفز لعقلي فكرة الحياة بلا تناوش ولا جدال كيف لها أن تصبح ، عندها أعرف فقط أن قلة العلم مع شيء من الغرور هي أمّ الجدل ، لأن قليل العلم المتواضع سيصل إلى علمٍ يسدّ فضوله بعض الشيء وبسبب تواضعه هو يمقت أن يفقد الفكرة لأجل الذات بل إنّه يتحد مع فكرته والنتيجة التي يسمو لها إتحادًّا ينقض كل اختلاف وجدل . أما المتكبر - وإن كان شيئًا يسيرًا - فهو سيحاول أن يخرج بعد كل جدال منتصرًا يُثنى عليه ممن حوله بأنه صاحب حجة وبيان وبأنه عالم ، وماقاربه العلم ولا يمتّ له بصلة ! . أما عن قلة العلم فعن هذه فاسأل لأنها حقيقة بشرية يجب أن يعترف بها العالم الراسخ قبل الجاهل المتنطّع ، و فضيلة يزدان بها المتواضع كي يزداد علمًا بينما قلّة العلم والنعت بذلك تصيب الجاهل أو المغرر به بشيء من ضيق التنفس وانكماشة في الأدمة .
عندما أتحدث عن قلة العلم فأنا أتحدث عن شيء نسبيّ بحت ، فعلمي قد يفوق علم زيدًا لكن علم عمرو يضاعف علمي بمرات ومرات وبالتالي عمرو علّامة إن قارنته بي وزيد أقلّ مني علمًا وكلنا جاهلون فيما يتعلق بعلم الله . كما قال الخضر لموسى عندما نقر الطير نقرة من البحر " ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما نقر هذا العصفور من البحر " ، فمهما بلغ علمك بشيء هو قليل بمن علمّك وعلم كل شيء وأحصاه وعدّه عدّا ، هذه الحقيقة يجب أن تصاحب العالم قبل الجاهل لأنه أحرى بأن يغتر بعلمه أما الجاهل فأصلًا لا ملامة عليه لجهله وقلة حيلته وضعف استنتاجه ومحدودية مداركه .
كنتُ قد تحدثت عن العلم ويجدر بي أن أشير إلى أنّ العلم ذاته ليس غاية وإنما هو فرع موصل لغصن أعظم وأرسخ وأثبت وهي أن العالم أرفع درجة من غيره وأحرى به أن يعرف الله كما يجب كي يعبده كما يجب وخير ماتفنى به الأنفس العلم الذي يقربك من الله أيًّا كان في أي مجال وفي أي زمان ومكان ، تولدت لدينا وراثة أن العلم الشرعي هو أجلّ العلوم وأشرفها وهذا مما لا يشك فيه ولكننا يجب أن نعرف أن العلوم الأخرى فيها من الجلال والشرف ما يرفع اسم الإسلام عاليًا في سماء الدنيا ونحن مطالبون بعمارتها وتعريف البشر بخالقهم ، وهذه الحقيقة تثبت لنا أن لكل علمٍ حبل موصل لله وللعلم به أكثر كلما حسنت النية وسلمت السريرة وكانت أدوات ذاك العلم صحيحة بدون أي أطماع دنيوية وبشرية بحتة .
أظن أن العالم يجب أن يراعي نقطة ألا يتعلم كي يرتفع هو إنما يتعلم ويُعلم كي يرتفع العلم نفسه لأن بني اسرائيل من أكثر الشعوب علمًا وفقهًا وذكاءً لكن علمهم كان حجة عليهم لا لهم وكنتيجة طبيعية لشعب تعلّم فلم ينتفع أن كان فيهم الاختلاف والتفرّق والتضاد والتباين فالعلم الحقّ أحرى به أن يوصل للنتائج ذاتها لا بأن يتفرع ويتفرق ثم بعد أن يتفرق يتعصب كل حزب لحزبه دون أن يهتم لكُنْه الحقيقة بل جنحوا بمكابرة و تعسّف كان يجب بعدهما أن يسلبهم الله هذا العلم وهذا الشرف وهذا الاصطفاء .
هذه الحقائق وأكثر مما يعجز عقلي عن استيعابه من الأهمية بمكان كي يعلمنا ربنا بالكثير من مواضع القرآن عن قصص أنبياء الله مع بني اسرائيل وعن قصة نبي الله موسى - عليه السلام - معهم بأكثر من مكان وزمان وكأن تلك القصص ستتكرر في عصرنا وأظنّ أني حين أتأمل الكثير منها أرى من حولي أمثلة مشابهة لأن السنن لا تتغير إن تفعل السبب تحصل لك النتيجة كما خلقها ربي وكما يصرفها ويدبرها إلى قيام الساعة .
-
أؤمن بأن مفتاح العلوم والفنون والأذواق هي الحرية ، وعلى أي حال أنا لا أؤمن بمفهوم الحرية المتعارف لدى البعض ، ومشكلة الحرية ذاتها أنها مصطلح فضفاض قد يندرج تحتها ماهو ليس فيها وقد يخرج منها ماهو أصل بها حسب أهواء روّاد الحرية في مكانٍ ما .
أول أصل في الحرية - من وجهة نظري - هي حرية العبودية لله وحده ، وهذا عندما تتأمله لأول مره تجد أن الحرية بجانب العبودية وهما متضادان إنما في هذه الحالة هما متكاملان ، والحرية يمكن تعريفها في جملتين لا يمكن أن نختزلهما لواحدة وهما : أن تسلّم أمرك كله لمن خلقك فهو أعرف بك منك ، وبعد هذا التسليم تتبرئ ممن حاد عن ذاك التسليم وتترفع عنه بألا تكون عبدًا لهواه وغايته .
ثم إنك إن تعرف أنك حرّ عمن سوى الله وعبد له يهن عليك هوانهم واستهزاؤهم ومخالفتهم لك و يتسع أفق فكرك بعيدًا عن محيطك الذي ما ينفك يعبّد الأحرار ويكسر شوكة عقولهم بشيء من المفاهيم والعادات التي توهن من قواك وتجبرك لأن تركن لأن تكون نسخة مكررة من أسلافك وتلك أعظم عبودية ، عبودية التبعية " وكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ " الزخرف:23 .
ومن مقتضيات الحرية أن تعرف أن الله جميل يحب الجمال ثم تعرف بعد هذا كله أن الله زيّن في أعيننا أشياء نظنّ أنها من الجمال وماهي إلا فتن تسبب العاقبة المدمرة الدميمة ، و على هذا يجب أن تتولد لنا حرية الاختيار ، لك حرية الاختيار فيما اختاره الله لك شرّق وغرّب في الأنحاء لا تتبع قول فلان ولا تندرج ضمن سرب فلنتان ، كن كالطير ما إن وجد الرزق الحلال تبعه وارتاح له وما إن أحس بشيء من المكيدة هرب وانسلّ عنها .
أكثر الهالكين أولئك ممن يظنون أن العبودية لله نقيض للحرية فينسلخون من العبودية له للعبودية لغيره وهم لم يفهموا أن الإنسان خلق لمهمّة أصيلة ولم يخلق كيفما اتفق وأصبح لزامًا عليه أن يعرف كيف ينجو ، قال تعالى " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " الأعراف : 172
بعد هذا يجب أن نفرق بين أفعال الناس في الأرض وحسابهم عليها في الآخرة ، نستعجل كثيرًا العقوبة لأحدهم ونستبطئها عنّا وما أكثر خطايانا لو راجعنا أنفسنا ، ثم نستغرب كيف للكافر أن يرزقه الله مارزقه وينسانا ونحن نزعم أننا مؤمنون بأن العاقبة للمتقين فليعمل العاملون ماعملوا في دنياهم فحسابهم ليس فيها ، ليعمروا وليشربوا من طيّب مشاربها ونجسه وليأكلوا وليتطاولوا في العمران وليتمادوا في الجحود والنكران فالحساب يوم الحساب " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " .
وعليه فإن للناس مافعلوا في دنياهم لا يضّارون عليه إن كانوا في هذه الحياة الدنيا " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا " الإسراء :18 ، 19 .
هذا هو أصل العدل للدنيا سنن من قام بها كما يجب استحق أن يحصل على نتائجها كما يجب - بإذن الله - لكن حظ من عمل لدنياه فقط سيحوزه في دنياه وليس لها في آخرته شيء ، والعكس بالعكس وعلى هذا يجب أن ينشغل الناس بأنفسهم ويبتعدوا عن الحكم عن الآخرين والحكم عليهم من أعمالهم وظواهرهم فربّ رجل مات لم يسمع عنه أحد شيء اهتز لموته مجتمع السماء ، وربّ دوي في الأرض يحدث لموت أحدهم فلا ينظر إليه ولا يُكلم ولا يسأل فيعطى ، وهذا هو الأصل الثالث في الحرية أصل " من جدّ وجد "
تلك أصول الحرية كما أراها ويندرج تحتها آلاف الغصون والفروع وأظنّ أنّ انتصار أي أحد لن يكون إلا بعلمه الحق بهما فلو أفنى عمره مبينًا أسبابه لما كفّاه ، ربما نسيت بعضها وربما أنساني إياه الشيطان لكني أؤمن بأن ماذكرت أدنى الكمال لمجتمع حرّ يعرف إلى أين يتجه ، وربما هو فقط لهيب شوق لقلب اشتاق لمكانه وموطنه فكتب ماكتب عربون حبّ و وفاء