الجمعة مارس 16, 2012 5:36 pm
المشاركة رقم: #1 المعلومات الكاتب: اللقب:
مؤسس المنتدى
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات الجنس : عدد المساهمات : 5756 تاريخ التسجيل : 05/07/2011 الموقع : https://alseham.yoo7.com
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً تفسير القرآن للإمام أبي المظفر السمعاني قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}. أيْ: بفِعْلِكم طاعةَ اللَّهِ، وأمْرِكُم إيَّاهُنَّ بطاعةِ اللَّهِ. ويُقالُ: أدِّبُوهُنَّ وعَلِّمُوهُنَّ ودُلُّوهُنَّ على الخيرِ. وفي بعضِ الغَرائبِ مِن الأخبارِ: عَلِّقِ السَّوْطَ حيثُ يَرَاهُ أهلُكَ؛ يَعنِي: بالتأديبِ. وعن عَمْرِو بنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ قالَ: إنَّ المرأةَ لتُخَاصِمُ زَوْجَها يومَ القِيامةِ عندَ اللَّهِ فتقولُ: إِنَّه كانَ لا يُؤَدِّبُنِي ولاَ يُعَلِّمُنِي شيئاً، كانَ يَأْتِينِي بخُبْزِ السَّوِيقِ. وقيلَ: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} ؛ أيْ: قُو أنْفُسَكم ناراً، وقُوا أَهْلِيكم ناراً بما ذَكَرْنا، وهو تَقديرُ الآيةِ. وقولُه: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}. قدْ بَيَّنَّا في سورةِ البَقرةِ، وهو حِجارةُ الكِبْرِيتِ. وقولُه: {عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ} ؛ أيْ: غِلاظُ القلوبِ شِدادُ الأَيْدِي. وفي التفسيرِ: أنَّ واحداً مِنهم يُلْقِي سَبْعِينَ ألْفاً بدَفعةٍ واحدةٍ في النارِ.وفي بعضِ الآثارِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ فِي قُلُوبِ الزَّبَانِيَةِ شَيئاً مِن الرَّحْمَةِ. وعن بعضِهم: أنَّه يَأْخُذُ العبدَ الكافرَ بعُنْفٍ شديدٍ، فيقولُ ذلكَ العَبْدُ: أمَا تَرْحَمُنِي؟ فيقولُ: كيفَ أرْحَمُكَ ولَمْ يَرْحَمْكَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. وفي بعضِ الآثارِ أيضاً: أنَّ اللَّهَ تعالى يَغْضَبُ على الواحِدِ مِن عَبِيدِه، فيقولُ للملائكةِ: خُذُوهُ. فيَبْتَدِرُه مائةُ ألْفِ مَلَكٍ، كلُّهم يَغْضَبُونَ بغَضَبِ اللَّهِ تعالى، فيَجُرُّونَه إلى النارِ، والنارُ أشَدُّ غَضَباً عليهِ مِنهم بسَبْعِينَ ضِعْفاً. وقولُه: {لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ظاهِرُ المعنى. قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ}. يَعني: يُقالُ لهم يومَ القيامةِ: لا تَعْتَذِروا؛ أيْ: لا عُذْرَ لكم فتَعْتَذِروا. وقولُه: {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. أيْ: بعَمَلِكُم في الدُّنيا. قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}. قالَ الزُّهْرِيُّ: كلُّ مَوْضِعٍ في القرآنِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا افْعَلُوا كذا, فالنبيُّ عليه السلامُ فيهم. وعن خَيْثَمَةَ قالَ: كلُّ ما في القرآنِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهو في التَّوْرَاةِ: يا أيُّها الْمَساكِينُ. وقدْ ذَكَرْنَا عن ابنِ مَسعودٍ أنَّه قالَ: إذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ؛ فإنَّه شيءٌ تُؤْمَرُ بهِ، أو شيءٌ تُنْهَى عنه. وقولُه: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} قالَ عُمَرُ وابنُ مَسعودٍ: هو أنْ يَتوبَ مِن الذنْبِ ثم لا يَعودَ إليه أبَداً. ويُقالُ: نَصوحاً؛ أيْ: صادِقَةً. ويُقالُ: خالِصَةً. وقيلَ: مُحْكَمَةً وَثيقةً. وهو مأخوذٌ مِن النُّصْحِ وهو الْخِيَاطَةُ، كأنَّ التوبةَ تَرْقَعُ خَرْقَ الذنْبِ فيَلْتَئِمُ، كالْخَيَّاطِ يَخِيطُ الشيءَ بالشيءِ فيَلْتَئِمُ. وقُرِئَ: (نُصُوحاً) بضَمِّ النونِ؛ أيْ: ذاتَ نُصْحٍ. وقولُه: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}. قدْ بَيَّنَّا أنَّ "عَسَى" مِن اللَّهِ وَاجبةٌ. وقولُه: {وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}. أيْ: بَساتِينَ. وقولُه: {يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ}. أيْ: لا يُهِينُه ولا يَفْضَحُه، وهو إشارةٌ إلى كَرامةٍ في الآخِرَةِ، يَعني: يُكْرِمُه ويُشَرِّفُه في ذلكَ اليومِ، ولا يُهِينُه ولا يُذِلُّه. وقولُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}. أيْ: كذلكَ يَفْعَلُه بالذينَ آمَنُوا معَه. وقولُه: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}. هو نُورُ الإيمانِ يَكونُ قُدَّامَهم على الصِّراطِ يَمْشونَ في ضَوْئِه. وفي التفسيرِ: أنَّ لأَحَدِهم مِثلَ الجبَلِ، ولآخَرَ على قَدْرِ ظُفْرِه, يَنْطَفِئُ مَرَّةً ويَتَّقِدُ أُخْرَى. وقولُه: {وَبِأَيْمَانِهِمْ}. فيه قَولانِ: أحَدُهما: وبأَيْمَانِهم كُتُبُهم. والآخَرُ: وبأَيْمَانِهم نُورُهم كالْمَصابيحِ. وقولُه: {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}. وفي التفسيرِ: أنَّهم يَقولونَ ذلكَ حينَ يَخْمُدُ ويَنْطَفِئُ نورُ المُنافقِينَ فيَقولونَ ذلك؛ إشفاقاً على نُورِهم. وقولُه: {وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. أيْ: قادرٌ . قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ}. أيْ: بالسيْفِ. وقولُه: {وَالْمُنَافِقِينَ}. أيْ: باللِّسانِ، ويُقالُ: بالغِلْظَةِ عليهم. قالَ ابنُ مسعودٍ: أنْ يَلقاهُمْ بوجْهٍ مُكْفَهِرٍّ. ويقالُ: بإقامةِ الحُدودِ عليهم. ذكَرَه قومٌ مِن التابعِينَ. وقولُه: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. أي: الْمُنْقَلَبُ. منقول للافاده والعظه حتى لاتقفوا بين يدى الله وانتم نادمين فى رعاية الله