عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات السهام الاسلاميه
منتديات السهام الاسلاميه
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات السهام الاسلاميه
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
يستخرج الدكتور النابلسي من خواطره حول بعض الآيات القرآنية ما يجعلنا نستمتع روحياً ونفسياً بلفتاته الجميلة والعميقة حول قوانين القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . أعزائي المشاهدين ... أخوتي المؤمنين ... مع الحلقة الأولى من قوانين القرآن الكريم .
الإنسان مكلف كي يعبد الله والعبادة علة وجوده :
أيها الأخوة ، الإنسان هو المعني بهذه القوانين ، وهو المخلوق الأول رتبة لقوله تعالى :
( سورة الأحزاب الآية : 72 ) .
والإنسان هو المخلوق المكرم ، لقوله تعالى :
( سورة الإسراء ) .
والإنسان هو المخلوق المكلف ، مكلف كي يعبد الله ، والعبادة علة وجوده ، والعبادة في أدق تعاريفها ، طاعة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية أساسها معرفة يقينية تفضي إلى سعادة أبدية .
التفوق و التطرف :
أيها الأخوة ، في هذا التعريف جانب سلوكي هو الأصل ، وجانب معرفي هو السبب ، وجانب جمالي هو النتيجة ، ومع ذلك فالإنسان عقل يدرك ، وقلب يحب ، وجسم يتحرك ، غذاء العقل العلم ، وغذاء القلب الحب ، وغذاء الجسم الطعام والشراب ، فحينما يلبي الإنسان حاجات عقله ، وقلبه ، وجسمه يتفوق ، وحينما يلبي إحدى حاجات عقله ، أو جسمه ، أو قلبه يتطرف ، فرق كبير بين التفوق ، وبين التطرف . أيها الأخوة ، وفضلاً عن ذلك فالإنسان نفس هي ذاته ، هي التي تؤمن ، هي التي تكفر ، هي التي تسمو ، هي التي تسقط ، هي التي تحسن ، هي التي تسيء ، هي التي تسعد ، هي التي تشقى ، ذاته نفسه ، والجسم وعاء النفس في الدنيا ، والروح القوة الإلهية التي تمد الجسم بالحياة .
مقومات التكليف :
1 ـ الكون هو الثابت الأول كله آيات دالة على عظمة الله عز وجل : أيها الأخوة الكرام ، الله جلّ جلاله حينما كلفنا أن نعبده ، أعطانا مقومات التكليف ، ما مقومات التكليف ؟ الكون ، هو الثابت الأول ، هذا الكون الذي هو مظهر لأسماء الله الحسنى ، وصفاته الفضلى ، هذا الكون هو قرآن صامت ، وهذا القرآن الذي بين أيدينا هو كون ناطق ، والنبي عليه الصلاة والسلام الذي كلفه ربنا أن يبين ما في القرآن هو قرآن يمشي ، أعطانا الكون في كل شيء ، في الكون آية تدل على أنه واحد ، آية تدل على وجوده ووحدانيته وكماله ، آية تدل على أسمائه الحسنى ، وصفاته الفضلى ، هذا الكون يقرأه كل إنسان ، من كل لغة ، ومن كل لون .
( سورة الحجرات الآية : 13 ) .
الكون هو الثابت الأول ، كله آيات دالة على عظمة الله .
( سورة آل عمران ) .
فالكون أحد مقومات التكليف . 2 ـ العقل : أيها الأخوة الكرام ، والعقل ، العقل أداة معرفة الله ، جهاز من أعظم الأجهزة بل إن العقل حتى الآن عاجز عن فهم ذاته ، العقل له مبادئ السببية والغائية ، وعدم التناقض وهي متوافقة توافقاً تاماً مع خصائص الكون ، ومع قوانين الكون . 3 ـ الفطرة : ثم إن الله سبحانه وتعالى أعطانا فطرة مقياس دقيق ، يكشف لنا خطأنا ، قال تعالى :
( سورة الشمس ) .
الله عز وجل هذه النفس البشرية حبب إليها الإيمان ، وزينه في قلوب الخلق ، وكره إلى الإنسان الكفر والفسوق والعصيان . إذاً أعطاه كوناً ينطق بوجود الله ، ووحدانيته ، وكماله ، أعطاه عقلاً هو أداة لمعرفة الله ، أعطاه فطرة يكشف بها خطأه ذاتياً ، لأن الله سبحانه وتعالى سوى هذه النفس بطريقة عجيبة أنها تكتشف خطأها ذاتياً . 4 ـ الشهوات : ثم إن الله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان الشهوات ، وما أودع في الإنسان الشهوات إلا ليرقى به إليه صابراً ، أو شاكراً ، فالشهوة قوة محركة . أيها الأخوة ، لو تصورنا سيارة ، الشهوة هي المحرك ، والعقل هو المقود والمنهج الشرعي هو الطريق ، فمهمة العقل أن يبقي هذه المركبة على الطريق وهي مندفعة بقوة المحرك . 5 ـ حرية الاختيار : أعطى الإنسان فضلاً عن كل ذلك أعطاه اختياراً ، ليثمن عمله ، فلو أن الله أجبرنا على الطاعة لبطل الثواب ، ولو أجبرنا على المعصية لبطل العقاب ، و لو تركنا هملاً لكان عجزاً في القدرة ، إن الله أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلف يسيراً ، ولم يكلف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يعصَ مغلوباً ، ولم يطع مكرهاً ، أعطاه الكون أعطاه العقل ، أعطاه الفطرة ، أعطاه الشهوة ، أعطاه حرية الاختيار ، ثم جعل الوقت تعبيراً عن هذا الإنسان فقال الله عز وجل :
( سورة العصر ) .
فالإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه .
العلم و القانون :
هذه مقومات التكليف ، فماذا عن تعريف العلم ؟ لأننا نتكلم في البرنامج عن قوانين القرآن ، والقانون أحد أكبر ثمار العلم ، العلم هو الوصف المطابق للواقع مع الدليل ، أما القانون إنما هو علاقة بين متغيرين ، علاقة ثابتة ، قطعية الثبوت ، هذه العلاقة ، يوافقها الواقع ، وعليها دليل ، لو ألغينا الدليل لكان هذا الكلام تقليداً ، لو ألغينا الواقع لكان هذا الكلام جهلاً ، لو ألغينا القطعية لكان وهماً ، أو ظناً ، أو شكاً . أيها الأخوة ، القانون أحد أكبر ثمار العلم ، لذلك نحن نجد في القرآن الكريم قوانين ، نجد علاقات ثابتة ، والتعامل مع الله وفق القوانين شيء مريح جداً .
من اتبع القواعد الثابتة التي وضعها الله في قرآنه سلم وسعد في الدنيا والآخرة :
الإنسان أحياناً يكون في دائرة ، ولها مدير عام ، هذا المدير مزاجي ، التعامل معه صعب جداً ، لا تعرف متى يرضى ، لا تعرف متى يغضب ، قد يغضب لسبب تافه وقد يرضى بلا سبب ، فالتعامل المزاجي صعب جداً ، لو أن هذا المدير العام وضع قواعد في ترقية الموظف منها الدوام ، منها الإنجاز ، منها حسن العلاقة مع الناس ، هذه القواعد الثابتة تريح جميع الموظفين ، وربنا جل جلاله ، إلهنا ، وربنا ، وخالقنا ، جعل هناك قواعد ثابتة في التعامل معه ، هذه القواعد الثابتة سماها الله جل جلاله في قرآنه سنناً .
( سورة الأحزاب ) .
( سورة فاطر ) .
هذه القواعد الثابتة لو أن الإنسان أخذ بها لسلم ، وسعد في الدنيا والآخرة .
اقتراب صيغة القانون من جملة الشرط :
أيها الأخوة الكرام ، الله عز وجل يقول :
( سورة النساء الآية : 123 ) .
دققوا في أن صيغة القانون تقريباً تقترب من جملة الشرط ، اسم شرط جازم ، له فعل شرط ، وجواب شرط ، وجواب الشرط لا يقع إلا إذا وقع فعل الشرط ، هذه الصيغة أقرب صيغة للغة العربية إلى القانون ، ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ﴾ ، حقيقة ، وقاعدة ، وقانون ثابت على مدى الأيام ، وعلى مدى الدهور ، والحقب ، وفي كل مكان .
من وقف عند قوانين الله و أخذ بها ربح الدنيا و الآخرة :
قانون آخر :
( سورة النحل الآية : 97 ) .
قانون آخر :
( سورة طه ) .
قانون ثالث :
( سورة الطلاق ) .
قانون رابع :
( سورة الرعد الآية : 11 ) .
حبذا لو أن أخوتنا الكرام وقفوا عند هذه القوانين ، وأخذوا بها ، وجعلوها منهجاً في تعاملهم مع الله عز وجل . يا إخوتنا الأحباب ، هذه القوانين ، أو تلك السنن في المصطلح القرآني ومثيلاتها سوف نشرحها إن شاء الله تعالى في هذا البرنامج ، الذي جُعل عنوانه قوانين القرآن الكريم . أيها الأخوة الأحباب ، إلى حلقات قادمة إن شاء الله تعالى .